القاهرة – المكتب الإعلامي - 04 ديسمبر
أكدت دولة قطر مجددا على موقفها الثابت الرافض للعنف والإرهاب مهما كانت الدوافع والأسباب، ورفضها التام لجميع الأعمال التي تستبيح الدماء والمقدسات وتزهق أرواح الأبرياء بلا ذنب.
وشددت على أن الإرهاب والتطرف بكافة أشكاله وصوره يظل مصدر تهديد لشعوبنا وأوطاننا ومنجزاتنا الاقتصادية والاجتماعية بما يستلزم ويستدعي مواصلة وتكثيف الجهود الفردية والجماعية لاجتثاث هذا الوباء واستئصاله.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها سعادة السيد سيف بن مقدم البوعينين مندوب دولة قطر الدائم لدى جامعة الدول العربية أمام الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين اليوم.
وقال سعادة السيد سيف بن مقدم البوعينين، إن دولة قطر عبرت عن إدانتها واستنكارها الشديدين للجريمة البشعة النكراء والتي تتنافى مع المبادئ السامية للدين الإسلامي وعقيدتنا السمحاء والتي تمثلت في العمل الإرهابي الغاشم الذي استهدف المصلين بمسجد الروضة في شمال سيناء.
وأكد أن دولة قطر التي هي عضو فاعل في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش والتحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب انضمت إلى العديد من الاتفاقيات الدولية والإقليمية، كما سنت العديد من التشريعات لمكافحة الإرهاب وتمويله وأنشأت العديد من اللجان الوطنية المعنية بالتعاون مع المؤسسات الإقليمية والدولية وأنها تستند في تعاملها مع قضية مكافحة الإرهاب على العديد من الأسس والمرتكزات التي تنطلق من شمولية رؤيتها للتعامل مع هذه الظاهرة.
وأوضح أن هذه المرتكزات تتمثل في التأكيد على دعم دولة قطر للجهود الدولية والإقليمية المبذولة في إطار الشرعية الدولية للقضاء على هذه الظاهرة ومواصلة الجهود لتنفيذ استراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب لتعزيز التعاون مع كافة المؤسسات الإقليمية والدولية، والتشديد على عدم التعامل بمعايير مزدوجة مع ظاهرة الإرهاب ورفض ربطه بدين معين أو مذهب أو عرق أو ثقافة وألا تقتصر عملية مكافحة الإرهاب على البعد الأمني، مع ضرورته وأهميته، بل يجب أن تتعدى ذلك إلى إشاعة قيم التسامح وثقافة التعددية والحوار وضرورة معالجة الأسباب الجذرية المؤدية إلى انتشاره من خلال نشر التعليم والقضاء على البطالة وتوفير فرص العمل وخاصة للشباب.
كما أوضح أن هذه المرتكزات تتمثل أيضا بالدعوة لتكثيف التعاون والإسراع في التوصل إلى الاتفاقية الشاملة المتعلقة بالإرهاب على أن تشمل تعريفا محددا له مع التأكيد على ضرورة التمييز بين الإرهاب وبين حق الشعوب في المقاومة المشروعة للاحتلال وضرورة توافق تدابير مكافحة الإرهاب مع الالتزامات والقوانين الدولية وقانون حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.
وقال إن التعامل مع هذا التحدي الكبير يتطلب استراتيجية متكاملة تعمل على إنهاء الصراعات والأزمات لما تمثله تلك الصراعات من بيئة صالحة لتغذية عوامل نمو التطرف والإرهاب ويأتي على رأس الأولويات العمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة الكاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار سعادته إلى أنه يجب التأكيد على أن أي قرار يصدر عن هذا الاجتماع بشأن مكافحة الإرهاب لابد أن يستند على القرارات الصادرة عن مجلس الجامعة على مستوى القمة، وعلى المستوى الوزاري وبالتنسيق مع مجلسي وزراء الداخلية والعدل العرب.
وفي ختام كلمته أكد سعادة السيد سيف بن مقدم البوعينين أن المعركة مع الإرهاب والإرهابيين ومواجهة الأساليب والوسائل الخبيثة التي يستخدمونها لتضليل المجتمع والتغرير بالشباب تتطلب المراجعة المستمرة بترتيب الأولويات وتجويد وسائل المواجهة للمحافظة على فعاليتها.